لا تدع الفرصة تفوتك: كنز صيد التهديدات السيبرانية لأمن رقمي لا يصدق

webmaster

A highly skilled male cybersecurity professional, an adult of professional age, focused intensely on multiple holographic screens displaying intricate data visualizations and network graphs within a cutting-edge Security Operations Center (SOC). He is seated at a modern workstation, leaning slightly forward, a look of calm concentration on his face. He is fully clothed in a modest, dark professional business suit with a collared shirt. The background features blurred server racks and ambient blue light reflecting off the screens, emphasizing a high-tech environment. The image emphasizes a proactive, intelligent approach to digital defense. Perfect anatomy, correct proportions, natural pose, well-formed hands, proper finger count, natural body proportions. Safe for work, appropriate content, fully clothed, professional, modest.

الحديث عن الأمن السيبراني لم يعد مجرد رفاهية، بل أصبح ضرورة قصوى وملحة في عالمنا الرقمي المتسارع. لقد باتت التهديدات تتطور بوتيرة جنونية، ولم تعد الأساليب الدفاعية التقليدية كافية لوحدها.

شخصياً، ومن خلال سنوات خبرتي الطويلة في هذا المجال الحيوي، أرى بوضوح أن مجرد الاستجابة للهجمات بعد وقوعها يشبه تماماً محاولة إطفاء حريق بعد أن التهم جزءاً كبيراً من المبنى؛ وهذا ليس فعالاً بما فيه الكفاية.

أدركت أننا بحاجة ماسة إلى مقاربة استباقية، وهو ما يقودنا مباشرة إلى جوهر مفهوم “صيد التهديدات” (Threat Hunting). في ظل المشهد السيبراني الحالي، ومع تصاعد هجمات الفدية المعقدة وعمليات اختراق سلسلة التوريد التي تعتمد بشكل متزايد على الذكاء الاصطناعي لإخفاء آثارها، لم يعد صيد التهديدات مجرد ميزة إضافية، بل تحول إلى العمود الفقري لأي استراتيجية أمنية قوية وموثوقة.

لم يعد الأمر مقتصراً على الكشف عن الاختراقات المعروفة، بل يمتد ليشمل البحث الدؤوب والمستمر عن المتسللين المختبئين والتهديدات الجديدة وغير المصنفة، وذلك قبل أن تتمكن من إلحاق أي ضرر جسيم.

المستقبل، كما أراه، يعتمد بشكل كبير على قدرتنا على التنبؤ بالخطوة التالية للخصم وتوقعها، وهو ما يستلزم فرقاً متخصصة في صيد التهديدات تستخدم أحدث الأدوات والتحليلات السلوكية المدعومة بالذكاء الاصطناعي.

هذا الصراع المستمر يتطلب يقظة لا تنام وعقلاً استقصائياً لا يكل. دعونا نستكشف المزيد بدقة في السطور التالية.

أشعر دائماً وكأن عالم الأمن السيبراني لا يمنحنا فرصة لالتقاط الأنفاس، وكل يوم يحمل معه تحدياً جديداً يختبر قدرتنا على الصمود والتكيف. ما أتحدث عنه هنا ليس مجرد ترف فكري، بل هو جوهر البقاء في هذا الفضاء الرقمي المزدحم بالمخاطر.

استباقية الدفاع: لماذا يجب أن تكون أنت المبادر؟

تدع - 이미지 1

لطالما كان مفهوم الدفاع التقليدي قائماً على فكرة بناء جدران وحواجز صد، ثم انتظار الهجوم لصدّه، أو الكشف عنه بعد وقوعه. هذا الأسلوب، ورغم أهميته التاريخية، أصبح يشبه اليوم محاولة إغلاق الباب بعدما دخل اللص وسرق ما يريد.

أتذكر بوضوح كيف كنا في الماضي نعتمد بشكل شبه كلي على تحديثات التوقيعات وقواعد البيانات لكشف البرمجيات الخبيثة المعروفة، وكم كانت تلك الاستراتيجية تبعث على الشعور بالاطمئنان الكاذب.

لقد اكتشفت بنفسي، وعبر سنوات من مراقبة المشهد السيبراني، أن التهديدات الحديثة لا تلتزم بالبروتوكولات؛ إنها تتطور بسرعة مذهلة، وتستخدم تقنيات التخفي والتهرب التي تجعلها تمر عبر معظم أنظمة الكشف التقليدية مرور الكرام.

التهديدات المتقدمة المستمرة (APTs) وهجمات “يوم الصفر” (Zero-day exploits) ليست مجرد مصطلحات تقنية معقدة، بل هي حقائق مؤلمة تضرب المؤسسات الكبرى والصغيرة على حد سواء، تاركة وراءها دماراً يصعب إصلاحه.

إن الإحساس بالعجز الذي ينتاب المرء عندما يكتشف اختراقاً استمر لأشهر دون أن يلحظه أحد هو شعور لا يطاق. وهذا بالضبط ما يدفعنا نحو التفكير الاستباقي، نحو التحول من دور الدفاع السلبي إلى الهجوم الاستقصائي.

لم يعد بإمكاننا الجلوس والانتظار، بل يجب أن نصبح نحن من يبحث بنشاط عن الشواذ والسلوكيات المشبوهة، عن ذلك المتسلل الذي يعتقد أنه يختبئ في الظل.

1. وداعاً للاعتماد على الكشف بعد الاختراق

أحد أهم الدروس التي تعلمتها في مسيرتي المهنية هو أن الاعتماد الكلي على آليات الكشف التي تعمل فقط بعد وقوع الاختراق هو وصفة مؤكدة لكارثة. تخيل معي أنك تمتلك نظام إنذار حريق لا يعمل إلا بعد أن تشتعل النيران في نصف منزلك؛ هذا غير منطقي على الإطلاق!

في عالمنا الرقمي، غالباً ما تكون التكلفة المادية والمعنوية للاختراق بعد وقوعه باهظة جداً. نتحدث عن خسارة البيانات الحساسة، تعطل العمليات التشغيلية، الإضرار بالسمعة، وبالطبع، الغرامات التنظيمية الباهظة.

لقد رأيت شركات تفقد ثقة عملائها وتنهار أسهمها بسبب اختراق واحد لم يتم اكتشافه إلا بعد فوات الأوان. صيد التهديدات يقلب هذه المعادلة، حيث ينتقل التركيز من “ماذا نفعل بعد الاختراق؟” إلى “كيف نمنع الاختراق قبل أن يصبح مشكلة؟”.

وهذا يتطلب فرقاً متخصصة ذات عقلية بوليسية، تتتبع الخيوط الصغيرة والأنماط الغريبة التي قد تشير إلى وجود نشاط خبيث لم يتم تصنيفه بعد.

2. التهديدات المعاصرة: تطور يتطلب استجابة مختلفة

مع كل يوم جديد، تظهر أجيال جديدة من المهددين السيبرانيين، وأساليبهم تتطور بوتيرة أسرع من قدرة الأنظمة الدفاعية التقليدية على اللحاق بها. لم يعد الحديث مقتصراً على الفيروسات التقليدية أو رسائل البريد الإلكتروني الاحتيالية الواضحة.

نحن الآن نواجه عصابات إجرامية منظمة تستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء برمجيات خبيثة شديدة التعقيد، وهجمات فدية تستهدف سلاسل التوريد بأكملها، وهجمات الهندسة الاجتماعية المتطورة التي تستغل أخطاء العنصر البشري ببراعة مذهلة.

لقد شهدت بنفسي كيف يمكن لهجوم واحد متعدد الأوجه أن يشل مؤسسة بأكملها، وأن يتسلل عبر نقاط ضعف غير متوقعة. هذه التهديدات لا تترك توقيعات واضحة في الغالب؛ إنها تتخفى في الأنشطة الشرعية، وتستغل الثغرات غير المعروفة، وتستخدم تقنيات التمويه التي تجعلها تبدو كأنها جزء طبيعي من تدفق البيانات.

هذا التطور المذهل في الأساليب يتطلب منا نحن أيضاً أن نتطور، وأن نتبنى نهجاً استقصائياً وبحثياً لا يكتفي بالرد على ما هو معروف، بل يبحث بنشاط عما هو مجهول.

الصياد السيبراني: أكثر من مجرد محلل أمني

إن الدور الذي يلعبه صياد التهديدات يتجاوز بكثير مهام محلل الأمن التقليدي، وهذا ما أدركته تماماً عندما بدأت بالتعمق في هذا المجال. بينما يركز المحلل الأمني على الاستجابة للتنبيهات المعروفة والتعامل مع الحوادث التي تم الكشف عنها بواسطة الأنظمة الآلية، فإن صياد التهديدات أشبه بالمحقق البوليسي الذي يبحث عن الجريمة قبل أن تقع، أو على الأقل قبل أن يتم الإبلاغ عنها.

إنها عقلية استكشافية بحتة، تتطلب فضولاً لا ينتهي، وشغفاً بالبحث عن الإبرة في كومة القش، بل وفي أحيان كثيرة، البحث عن الإبرة التي لا يعرف أحد بوجودها في الكومة.

هذا الدور يجمع بين المعرفة التقنية العميقة وفن الاستنتاج والتفكير النقدي، وأشعر بالمتعة عندما أرى كيف أن ربط النقاط الصغيرة يمكن أن يكشف عن صورة هجوم كاملة.

1. العقلية الاستكشافية والفضول المحرك

صياد التهديدات ليس مجرد شخص يجلس خلف الشاشات ويحلل البيانات، بل هو شخص يقوده فضول جامح لمعرفة “ما الذي يحدث بالفعل؟” و”هل هناك شيء لم نكتشفه بعد؟”. أتذكر كيف كنت أقضي ساعات طويلة في تتبع أنماط اتصال غريبة، أو سلوك غير معتاد لملف معين، وأستشعر أن هناك شيئاً خاطئاً، حتى قبل أن يصدر أي تنبيه من أنظمتنا.

هذا الإحساس الحدسي، المدعوم بالبيانات، هو ما يميز الصياد الحقيقي. إنه لا ينتظر أن تخبره الأدوات بوجود مشكلة؛ بل يسعى هو بنشاط للعثور عليها. هذا يتطلب فهماً عميقاً لكيفية عمل الأنظمة، وكيفية تصرف المهاجمين، وقدرة على التفكير مثلهم.

إنها أشبه بلعبة شطرنج معقدة، حيث تحاول توقع خطوات خصمك القادمة قبل أن يفكر بها هو نفسه.

2. المهارات الأساسية التي يصقلها الزمن

لأن تصبح صياد تهديدات بارعاً، لا يكفي أن تكون مجرد خبير في الشبكات أو الأنظمة. يتطلب الأمر مزيجاً فريداً من المهارات التي تتطور مع الخبرة العملية. في تجربتي، وجدت أن المهارات التحليلية القوية، والقدرة على ربط الأحداث المتفرقة، وفهم عميق للأنظمة التشغيلية وتطبيقاتها، كلها ضرورية.

بالإضافة إلى ذلك، يجب أن يكون لديك معرفة راسخة بلغات البرمجة النصية مثل بايثون لأتمتة المهام، والقدرة على استخدام أدوات تحليل السجلات (Log Analysis) والتحقيقات الجنائية الرقمية (Digital Forensics).

والأهم من كل ذلك، القدرة على الصبر والمثابرة، فصيد التهديدات ليس سباقاً سريعاً، بل هو ماراثون يتطلب التركيز والدقة.

أدوات الصياد: التكنولوجيا في خدمة الحدس

لا يمكن لصياد التهديدات أن يعمل بفعالية دون مجموعة قوية من الأدوات والتقنيات التي تدعم بحثه وتوفر له البيانات اللازمة. هذه الأدوات ليست مجرد برامج، بل هي امتداد لذكاء الصياد وقدرته على الاستنتاج.

لقد استثمرت وقتاً طويلاً في تجربة وتطوير أدواتي الخاصة، لأنني أؤمن بأن الأداة المناسبة في اليد اليمنى يمكن أن تحدث فرقاً هائلاً. لا تظن أن الأمر يقتصر على شراء أحدث البرامج؛ بل يتعلق أيضاً بكيفية استخدام هذه الأدوات لجمع البيانات وتحليلها بطرق مبتكرة.

1. منصات إدارة المعلومات الأمنية والأحداث (SIEM) كنقطة انطلاق

تعتبر منصات SIEM مثل Splunk أو QRadar العمود الفقري لعمليات صيد التهديدات. هي ليست مجرد أدوات لتجميع السجلات، بل هي بمثابة “مستودع البيانات” الذي يجمع كل ما يحدث في شبكتك وأنظمتك.

من خلال SIEM، يمكن للصياد استكشاف كميات هائلة من البيانات، والبحث عن الأنماط الشاذة، وربط الأحداث التي تبدو غير مترابطة. أتذكر بوضوح كيف تمكنت، باستخدام SIEM، من تتبع مسار هجوم تسلل معقد بدأ برسالة بريد إلكتروني بسيطة وانتهى بمحاولة لسرقة بيانات العملاء.

هذه المنصات توفر لك الرؤية الشاملة التي تحتاجها لتحديد نقاط الضعف والأنشطة المشبوهة.

2. تحليلات السلوك والذكاء الاصطناعي: عين لا تنام

تطور الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي أحدث ثورة حقيقية في مجال صيد التهديدات. لم يعد الأمر مقتصراً على القواعد الثابتة، بل أصبح بإمكان الأنظمة تحليل السلوك الطبيعي للمستخدمين والشبكات، وتحديد الانحرافات الدقيقة التي قد تشير إلى وجود تهديد.

منصات تحليل سلوك المستخدمين والكيانات (UEBA) هي خير مثال على ذلك. إنها تستطيع اكتشاف سلوكيات غير طبيعية مثل محاولة موظف عادي الوصول إلى خوادم حساسة في وقت متأخر من الليل، أو محاولة جهاز كمبيوتر إجراء اتصالات غير معتادة مع عنوان IP خارجي.

هذه الأنظمة بمثابة “عين لا تنام”، تراقب كل حركة وتتعلم من الأنماط الطبيعية لترصد أي شذوذ. إنها تمنح الصياد بداية قوية للبحث، وتوجهه نحو الأماكن التي قد يختبئ فيها المهاجمون.

فوائد لا تُقدر بثمن: كيف يعزز صيد التهديدات أمن مؤسستك

عندما أتحدث مع المديرين التنفيذيين أو أصحاب الأعمال، أحاول دائماً أن أشرح لهم أن صيد التهديدات ليس مجرد تكلفة إضافية، بل هو استثمار استراتيجي يعود عليهم بفوائد حقيقية وملموسة.

الأمر يتجاوز مجرد “الوقاية من الاختراق” ليشمل بناء مرونة سيبرانية حقيقية وثقة لا تتزعزع. في نظري، هذا هو الاستثمار الأذكى في عالمنا الرقمي.

1. الكشف المبكر والحد من الضرر

المنفعة الأكثر وضوحاً لصيد التهديدات هي القدرة على الكشف عن الأنشطة الخبيثة في مراحلها الأولية، قبل أن تتمكن من إلحاق ضرر كبير. كلما اكتشفت التهديد مبكراً، كلما قلّت التكلفة الإجمالية للحادث، وزادت فرصتك في احتواء الاختراق بسرعة.

لقد رأيت بنفسي كيف أن التدخل السريع بفضل فرق صيد التهديدات منع هجمات فدية ضخمة من الانتشار عبر شبكات كاملة، وحمى بيانات العملاء من التسرب. إنه يشبه تماماً اكتشاف شرارة حريق صغيرة قبل أن تتحول إلى لهيب يلتهم كل شيء؛ التدخل السريع ينقذ الموقف بأسره.

2. تعزيز وضعك الأمني الشامل

صيد التهديدات ليس مجرد أداة للكشف، بل هو عملية تعليمية مستمرة تعمل على تعزيز وضعك الأمني العام. فكل عملية صيد تكشف عن ثغرات جديدة، أو نقاط ضعف في الضوابط الأمنية الحالية، أو طرقاً جديدة يمكن للمهاجمين استغلالها.

هذا النوع من المعرفة لا يقدر بثمن، لأنه يمكّنك من تحسين دفاعاتك باستمرار، وتقوية سياساتك الأمنية، وتدريب موظفيك بشكل أفضل. إنها دورة تحسين مستمرة، حيث يتم استخدام الدروس المستفادة من كل عملية صيد لتقوية الجدران وجعلها أكثر حصانة.

تحديات صيد التهديدات: ليست مهمة سهلة

رغم كل الفوائد التي ذكرتها، يجب أن أكون صريحاً؛ صيد التهديدات ليس نزهة في حديقة، إنه عمل شاق ويتطلب التزاماً كبيراً وموارد كافية. لقد واجهت بنفسي العديد من العقبات في مسيرتي، وأدركت أن التغلب عليها يتطلب تخطيطاً استراتيجياً وصبرًا.

1. نقص المهارات والخبرة

العثور على صيادي تهديدات مؤهلين يمثل تحدياً كبيراً في السوق الحالي. إنها وظيفة تتطلب مزيجاً فريداً من المعرفة التقنية العميقة والمهارات التحليلية والفضول، وهذا المزيج نادر الوجود.

لقد رأيت مؤسسات تكافح للعثور على المواهب المناسبة، مما يؤثر على قدرتها على بناء فرق صيد تهديدات فعالة. الاستثمار في التدريب والتطوير المستمر للموظفين الحاليين يصبح أمراً حيوياً للغاية لسد هذه الفجوة.

2. ضخامة البيانات والتنبيهات الزائفة

الكم الهائل من البيانات التي يتم جمعها من الأنظمة المختلفة يمكن أن يكون ساحقاً، ويصعب على الصيادين تحليلها بفعالية. بالإضافة إلى ذلك، فإن “ضوضاء” التنبيهات الزائفة التي تولدها أنظمة الكشف التقليدية يمكن أن تشتت الانتباه وتستنزف الموارد.

أتذكر أياماً كنت أقضيها في غربلة آلاف التنبيهات، فقط لأكتشف أن معظمها غير ذي صلة. هذا يتطلب استراتيجيات فعالة لتصفية البيانات، والتركيز على الإشارات الحقيقية، واستخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة التنبيهات.

فيما يلي جدول يلخص الفروق الرئيسية بين النهج الدفاعي التقليدي وصيد التهديدات، بناءً على تجربتي الشخصية:

الميزة الدفاع الأمني التقليدي صيد التهديدات (Threat Hunting)
النهج تفاعلي (بعد وقوع الحادث) استباقي (قبل أو أثناء الاختراق)
التركيز الكشف عن التهديدات المعروفة والمصنفة البحث عن التهديدات غير المعروفة والمخفية
الهدف الرئيسي منع الاختراق والاستجابة للحوادث التعرف على الأنشطة الخبيثة المبكرة والتحسين المستمر
الاعتماد الأساسي قواعد البيانات، التوقيعات، قواعد الكشف الفرضيات، الحدس، التحليل السلوكي، الذكاء البشري
مؤشرات النجاح عدد الحوادث التي تم اكتشافها وحلها عدد التهديدات التي تم تحديدها قبل أن تصبح حوادث كبرى، تحسين الوضع الأمني

المستقبل بين أيدينا: تطور صيد التهديدات والذكاء الاصطناعي

إننا نقف على أعتاب عصر جديد في الأمن السيبراني، حيث يلعب الذكاء الاصطناعي دوراً محورياً في تمكين صيادي التهديدات من العمل بذكاء وفعالية أكبر. إن الشراكة بين العقل البشري والقدرات التحليلية للذكاء الاصطناعي هي ما سيشكل مستقبل الدفاع السيبراني.

أشعر بحماس شديد لكل ما هو قادم، وأؤمن بأننا سنكون قادرين على بناء دفاعات أكثر حصانة.

1. الذكاء الاصطناعي كشريك لا غنى عنه

الذكاء الاصطناعي ليس بديلاً عن الصياد البشري، بل هو شريك يعزز من قدراته بشكل غير مسبوق. في الواقع، لقد أصبحت أعتمد على أدوات الذكاء الاصطناعي بشكل كبير في عملي اليومي لتصفية كميات هائلة من البيانات، وتحديد الأنماط الشاذة التي قد تغيب عن العين البشرية، وحتى بناء نماذج تنبؤية للتهديدات المحتملة.

الذكاء الاصطناعي يمكنه تحليل مليارات من السجلات في جزء من الثانية، وهو ما يستحيل على أي إنسان فعله. هذا يسمح للصيادين بالتركيز على الجوانب الأكثر تعقيداً في التحقيق، وصياغة الفرضيات الأكثر دقة، والتفكير بشكل استراتيجي بدلاً من الغرق في التفاصيل الروتينية.

إنها علاقة تكاملية حيث يكمل كل طرف الآخر.

2. صيد التهديدات الاستباقي كمعيار ذهبي

لم يعد صيد التهديدات مجرد رفاهية تضاف إلى استراتيجية الأمن السيبراني، بل تحول إلى معيار ذهبي يجب على كل مؤسسة جادة في حماية أصولها تبنيه. في عالم تزداد فيه الهجمات تعقيداً وتطوراً، ويتحرك المهاجمون بخطى سريعة ومباغتة، فإن القدرة على التنبؤ بخطواتهم، وتحديد وجودهم في وقت مبكر، أصبحت أمراً حاسماً للبقاء.

إن الإحساس بالثقة الذي ينتابني عندما أدرك أننا لا ننتظر الهجوم، بل نبحث عنه بنشاط، هو شعور لا يضاهيه شيء. إنها رحلة مستمرة من التعلم والتكيف، وأنا متحمس جداً لما سيحمله المستقبل من تطورات في هذا المجال الحيوي.

في الختام

على مدار هذه الرحلة، حاولت أن أنقل لكم شغفي العميق بعالم الأمن السيبراني، وأهمية التحول من الدفاع السلبي إلى الاستباقية في صيد التهديدات. إنه ليس مجرد مفهوم تقني جديد، بل هو عقلية تتطلب منا أن نكون دائماً في مقدمة الصفوف، نبحث عن المخاطر قبل أن تصل إلينا.

ثقوا بي، هذا النهج يمنحكم راحة بال لا تقدر بثمن، ويحول مؤسستكم إلى قلعة حصينة. تذكروا دائماً أن الأمن السيبراني هو ماراثون وليس سباق سرعة، ويتطلب منا التزاماً وتطوراً مستمرين.

معلومات مفيدة يجب أن تعرفها

1.

تعتبر ثقافة الأمن السيبراني داخل المؤسسة حجر الزاوية في أي استراتيجية دفاعية. تدريب الموظفين على أفضل الممارسات يمكن أن يقلل بشكل كبير من مخاطر الهندسة الاجتماعية وأخطاء المستخدم.

2.

الاستثمار في الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لأتمتة المهام الروتينية وتحليل البيانات الضخمة يحرر فرق صيد التهديدات للتركيز على التحقيقات المعقدة.

3.

لا تقتصر حماية بياناتك على التكنولوجيا فقط، بل تشمل أيضاً وضع خطط استجابة للحوادث واضحة وفعالة لضمان التعافي السريع وتقليل الأضرار بعد أي اختراق.

4.

إجراء تقييمات أمنية دورية واختبارات اختراق (Penetration Testing) يكشف عن نقاط الضعف قبل أن يستغلها المهاجمون، ويزودك برؤى قيمة لتحسين دفاعاتك.

5.

التعاون وتبادل المعلومات مع المجتمع الأمني الأوسع يمكن أن يوفر لك رؤى حول التهديدات الجديدة وأفضل الممارسات، مما يعزز قدرتك على الصمود.

نقاط رئيسية يجب تذكرها

صيد التهديدات هو نهج استباقي حيوي يتجاوز الدفاع التقليدي للكشف عن الأنشطة الخبيثة المخفية. يعتمد على الجمع بين المهارات التحليلية البشرية المدعومة بأدوات الذكاء الاصطناعي لتعزيز الكشف المبكر والحد من الأضرار.

يتطلب هذا المجال استثماراً مستمراً في الكفاءات والتكنولوجيا لمواجهة التهديدات المتطورة باستمرار، ويساهم بشكل كبير في بناء وضع أمني شامل ومرن للمؤسسات.

الأسئلة الشائعة (FAQ) 📖

س: ما الذي يجعل “صيد التهديدات” مختلفًا ومميزًا عن الأساليب الأمنية التقليدية التي كنا نعتمد عليها؟

ج: سؤال في محله تمامًا! إذا أردت أن أختصر الأمر لك من واقع خبرتي الطويلة، فالفرق الجوهري يكمن في العقلية والنهج. الأساليب الأمنية التقليدية، ورغم أهميتها، غالبًا ما تكون “تفاعلية”.
يعني وكأنك قمت بتركيب جرس إنذار في منزلك، وهو أمر جيد طبعًا، لكنه لن يرن إلا بعد أن يكون المتسلل قد دخل بالفعل. صيد التهديدات، على النقيض تمامًا، هو “استباقي”.
أشعر وكأنني محقق يدخل المكان بحثًا عن أي أثر، أي بصمة، أي إشارة غير طبيعية، حتى لو لم يتم تفعيل أي إنذار بعد. نحن لا ننتظر تنبيهًا، بل نبحث نحن عن المشكلة بنفسنا، عن المتسللين المختبئين داخل شبكتنا، عن نقاط الضعف التي قد يستغلونها قبل أن يكتشفوها هم.
هذا التحول من “رد الفعل” إلى “الاستكشاف والبحث” هو ما يصنع الفارق الهائل في عالم تتطور فيه الهجمات بسرعة جنونية.

س: مع تزايد التهديدات المعقدة مثل هجمات الفدية وهجمات سلسلة التوريد المدعومة بالذكاء الاصطناعي، لماذا أصبح “صيد التهديدات” ضرورة ملحة وليس مجرد رفاهية؟

ج: في السابق، ربما كان البعض يعتبره ترفًا، لكن اليوم؟ أؤكد لك أنه العمود الفقري لأي دفاع سيبراني قوي. المشكلة أن التهديدات الحديثة، خاصة تلك التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي، أصبحت بارعة جدًا في التخفي والاندماج مع النشاط الطبيعي للشبكة.
إنها ليست مجرد برامج ضارة صريحة يمكن لأي جدار حماية بسيط اكتشافها. تخيل معي هجمات الفدية المعقدة التي تنتشر بصمت لأسابيع قبل أن تتفجر، أو اختراقات سلسلة التوريد التي تستهدف نقطة ضعف صغيرة للوصول إلى عشرات الشركات.
الأنظمة الآلية وحدها، مهما كانت متطورة، قد لا تلتقط هذه الأنماط الشاذة الدقيقة أو التسللات البطيئة والمتخفية. هنا يأتي دور صيد التهديدات. إنه الجهد البشري الممزوج بتحليل البيانات الذكي لاكتشاف الشذوذات الدقيقة، البحث عن “الغريب” في “المألوف”.
لقد رأيت بأم عيني كيف أن اكتشاف تهديد مختبئ مبكرًا، قبل أن يتطور ويسبب كارثة، يوفر على الشركات مبالغ هائلة وسمعة لا تقدر بثمن. لم يعد الأمر خيارًا، بل هو بقاء.

س: بصفتي صاحب عمل أو مسؤول أمن في شركة، كيف يمكنني البدء في تطبيق مفهوم “صيد التهديدات” بشكل فعال، حتى لو كانت موارد فريقي محدودة؟

ج: هذا سؤال عملي للغاية ويلامس واقع الكثير من الشركات، وأتفهم تمامًا تحدي الموارد. لا تدع فكرة “الموارد المحدودة” تثبط عزيمتك أبدًا! في رأيي، الأمر لا يتعلق دائمًا بالميزانيات الضخمة، بل بالبداية الذكية والعقلية الصحيحة.
أولاً، ركز على فهم “السلوك الطبيعي” لشبكتك ومستخدميك بشكل جيد جدًا. ما هي الأنشطة المعتادة؟ من يتصل بمن؟ وما هي البيانات التي تنتقل؟ بمجرد أن تعرف “المألوف”، سيصبح “الغريب” أسهل في الاكتشاف.
ثانيًا، ابدأ صغيرًا. خصص جزءًا من وقت فريق الأمن لديك (حتى لو كان شخصًا واحدًا في البداية) للتركيز على مهمة “الصيد”. لا يشترط أن يكونوا خبراء خارقين، بل أشخاصًا يتمتعون بفضول استقصائي وعقلية شكاكة.
استخدم الأدوات المتاحة، حتى المجانية منها أو ذات التكلفة المنخفضة، لجمع السجلات وتحليلها. ركز على التكتيكات والتقنيات والإجراءات (TTPs) الشائعة التي يستخدمها المهاجمون، وابحث عن مؤشراتها.
الأهم من ذلك كله، شجع ثقافة الشك والاستكشاف المستمر. إنها رحلة تعلم وتطور، وكل اكتشاف صغير هو انتصار كبير. صدقني، البدء المتواضع مع الالتزام سيؤتي ثماره بشكل يفوق التوقعات.